مدخل لقراءة اللغة الشعرية عند الدكتور

مدخل لقراءة اللغة الشعرية عند الدكتور

مدخل لقراءة اللغة الشعرية عند الدكتور

مانع سعيد العتيبة

غزارة الإنتاج وتنوعه هي السمة الأولى البارزة التي يلتقي بها قارىء الإنتاج الشعري للدكتور مانع سعيد العتيبة فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية – والتي ينتشر على إمتداد سنواتها إنتاجه الشعري – تقترب دواوينه من رقم الستين وهو رقم يكاد يعطي لكل عام من أعوام إنتاجه الشعري المتواصلة، ديوانين على الأقل تقترب صفحات كل واحد منها في المتوسط من مائة وخمسين صفحة أو تجاوزها قليلاً فيكاد يشهد كل يوم مولد صفحة من الشعر على أمتداد هذه السنوات الطويلة.

ويبلغ الشعور بالغزارة والكثافة مداه عند القارىء الذي يزور عالم دواوينه الشعرية للمرة الأولى أو يحاول أن ينظر إليها مجملة بعد أن يكون قد سمع بها أو ألم بها منجمة أو متفرقة إلا أنه سيرى هذه الأعداد الهائلة من الدواوين وقد أصطف بعضها إلى جوار البعض الأخر في طبعة فاخرة جذابة تتصدرها الأغلفة الملونة البراقة وقد كتب عليها جميعاً بخط واضح لافت عام نشرها وهو عام 2010 الذي خرجت فيه هذه الأعداد الهائلة من الصفحات الشعرية التي تبلغ نحو تسعة آلاف صفحة في عام واحد. ولن نخف دهشة زائر هذه المكتبة قليلا إلا بعد أن يبدأ في تقليب صفحات هذه الدواوين الكثيرة والإلمام بمقدماتها وسوف يكتشف أنه أمام رافدين شعريين كبيرين أحدهما شعر الفصحى والأخر هو الشعر النبطي ومع أنهما ينتميان إلى لسان عربي واحد وكثير من القواعد الفنية المشتركة إلا أن أحدهما يسير في مجرى تاريخي وجغرافي أكثر إتساعاً وتواصلاً على حين يكتسب الثاني مذاقاً أكثر خصوصية ومحلية مع التقائهما في كثير من المذاقات الجمالية المشتركة.

وقد أحسن الشاعر صنعاً عندما خصص لمعطيات كل رافد منهما دواوين معينة وترك الحقول الجمالية المشتركة تستشف من احدهما أو من كليهما حسب ذوق القارىء أو تحليل الناقد، ومن خلال هذا التقسيم فإن بعض مكونات النص الشعري في هذا الرافد أو ذاك، يحسن أن تعالج مستقلة في أحدهما عن الآخر وفي مقدمة هذه المكونات تأتي اللغة الشعرية التي تتخذها هذه الدراسة الموجزة محوراً لها حيث توجد إختلافات أو فروق بدرجة أو بأخرى حول طبيعة المعجم الشعري في القصيدة النبطية المسموعة غالباً والمتذوقة في إطار السماع حتى  وإن كتبت وطبيعة المعجم الشعري في قصيدة الفصحى المقروءة والمسموعة والتي يتم عادة الميل إلى التمعن والتحليل في نصها المكتوب حتى وإن سمعت. مع التسليم بأن القصيدة في نشأتها كانت قصيدة إنشاد وإنشاء ولكنها تحولت شيئاً فشيأً في عصر الطباعة وما تلاه إلى قصيدة إنشاء بالدرجة الأولى مع الإحتفاظ بطبقات من المتعة الخاصة لمن يتاح له سماع الإنشاد.

دراسة المعجم الشعري إذن عند الدكتور مانع سعيد العتيبة تتطلب التركيز على أحد الرافدين رافد شعر الفصحى ورافد الشعر النبطي لإختلاف طبيعة مداخل دراسة المعجم في كل منهما أو تتطلب أن تختصص لكل رافد منهما دراسة خاصة بمعجم الشعري ولآن هذه الدراسة مخصصة لمعجم شعر قصيدة الفصحى فقد رأينا أن نستبعد من مجال الدراسة إثنين وعشرين ديواناً تنتمي إلى الرافد الثاني مع تميزها بمذاقها المعجمي الخاص. والشاعر فيما يبدو بدأ مسيرة نشر دواوينه بالشعر النبطي قبل شعر الفصحى رغم أنه بدأ كتابة قصيدة الفصحى قبل كتابة الشعر النبطي فهو يشير خلال تقديمه لديوانه النبطي “أغنيات من بلادي 1979، إلى أنه بدأ نظم قصيدة الفصحى عام 1956 ويشير خلال تقديمه لديوانه “حناء الضياء” وهو ديوان من الشعر النبطي نشره عام 2000 إلى أنه أحتفل في أواخر عام 1999 بمرور ثلاثين عاماً على بدء كتابته لقصيدة الشعر النبطي أي أنه كتب هذا اللون سنة 1966 بعد ثلاثة عشر عاماً من قيامة بكتابة قصيدة شعر الفصحى وقد كتبه فيما يبدو بتشجيع من سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ولعل هذا التشجيع وتداعياته كان يشكل جزءا من الدوافع لنشر دواوين الشعر النبطي للدكتور مانع سعيد العتيبة بدءاً من عقد السبعينات على عكس دواوين الفصحى التي تأخر ظهورها قليلاً إلى بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي وقد ظهر في عقد السبعينات من الشعر النبطي للدكتور مانع ديوان أغنيات من بلادي سنة 1979 وتعود بعض قصائدة إلى عقد الستينات مثل قصيدة أبو خليفة المؤرخة في 11/1/1969 وهو التاريخ الذي أشرنا من قبل إلى إعتزاز الشاعر به بإعتباره بداية كتابته للشعر النبطي أما عقد الثمانينات فقد ظهر له فيه ثماني دواوين من الشعر النبطي هي “دانات من الخليج” سنة 1982 “وهمس الصحراء” سنة 1983، “واحات من الصحراء” سنة 1983 و”على شواطىء غنتون” 1985 و”سراب الحب” سنة 1987 “وليل العاشقين” سنة 1984 “وظبي الجزيرة” سنة 1989 و”نسيم الشروق” سنة 1985 أما عقد التسعينات فقد ظهر له في أوله ديوان “الغدير” سنة 1991 وفي منتصفه ظهر “ريم البوداي” سنة 1995 وفي العام التالي “أوردة البستان” سنة 1996 ثم تلاه ديوان “فتاة الحي” سنة 1997 وقد بلغت غزارة دواوين الشعر النبطي مداها في العقد الأول لهذا القرن حيث ظهرت تسعة داووين من هذا اللون للدكتور العتيبة خلال هذا العقد وحده وقد تجمع خمسة منها في عام واخد هو عام 2000 حيث ظهرت فيه دواوين “بوح النخيل” و”ضياء الضياء” و”في البادية” “في ظلال اللقاء” و “غناء السحاب” على حين توزعت الأربع الباقية على بقية سنوات العقد فظهر ديوان “القافلة” سنة 2001 و “نور العين” سنة 2002 و”طيور الشوق” سنة 2004 و”بيني وبينك” سنة 2008.

ويلاحظ بصفة عامة على معجم عناواين دواوين الشعر النبطي أنها جميعاً تنتمي إلى مستوى الفصحى وتخلو من الخصائص اللهجية والمحلية التي تشيع في قصائد الشعر النبطي وتشكل جانباً أساسياً من ملامحه المعجمية وهي خصائص تشع حتى في عناوين بعض قصائد هذه الدواوين ولكنها لا تصل إلى مرحلة الظهور على أغلفتها مع ان الشاعر كان يقتبس أحياناً عنوان الديوان من عناوين إحدى قصائده لكن من الواضح أيضاً أنه كان يتلافى وقوع العنوان المختار في دائرة الظلال المحلية للشعر النبطي أما دواوين الشعر الفصحى فقد تأخر بدء ظهورها قليلاً بالقياس إلى دواوين الشعر النبطي وإن كان ميلاد قصائد الفصحى أسبق وعدد الدواوين أكثر ويعود تاريخ نشر الديوان الأول من شعر الفصحى وهو ديوان المسيرة إلى سنة 1981 أي بعد ربع قرن من بداية كتابة الشاعر لقصائده الفصحى 1956 وهو فاصل زمني يدل على مدى التهيب والرغبة في التأني والتمحيص والواقع أن ديوان “المسيرة” ليس إلا قصيدة واحدة ملحمية طويلة تروي كفاح الشعب في منطقة الإمارات العربية إنطلاقاً من مرحلة الكفاح في صيد اللؤلؤ مروراً بمرحلة الجفاف والهجرة وصولاً إلى مرحلة البترول والرخاء، والقصيدة تساق من خلال رمز شفاف للأسرة والوالد والأم التي هي الأرض التي يرعاها رب الأسرة الشيخ زايد بن سلطان. ومعجم القصيدة الطويلة هنا ينتمي إلى المعجم الأسري والمهني والوطني مع إهتمام خاص بألفاظ الطبيعة وألوانها التي تشكل خلفية حيوية ومؤثرة للصورة.

أما الديوان الثاني “قصائد إلى الحبيب” فقد صدر عام 1982 وفي الوقت الذي كنا نتوقع فيه أن تنشر في هذا الديوان جزء من قصائد ربع القرن الفاصل بين بداية كتابة قصيدة الفصحى ونشر دواوينها عند الشاعر، فإن الشاعر يحدد لنا في مقدمته أن كل قصائد ديوانه كتبت خلال شهرين محددين في صيف 1982 (مابين 12 مايو و14 يوليو) وينغمس معجم هذا الديوان كله في الحب إبتداء من عنوانه “قصائد إلى الحبيب” ومروراً بعنواين قصائده العشرين التي لم تخل أي واحدة منها من كلمة الحبيب مثل “الحبيب المدلل” و”نداء الحبيب” و”وصال الحبيب” و”مناجاة الحبيب …الخ.

وما يستنتج من خصائص المعجم الشعري في عنواين القصائد تؤكده سطور القصائد ذاتها التي يكثر ورود مفردات الحب فيها مثل.

غـــزا قلبي وخيم في الزوايا حبيـــب مستبد فــــي هوايا
خضـعت لأمره فحبيب  قلبي له حكم الأمير على الرعايا
رضيت بأسره طوعاً وصارت قيود الحب في الدنيا منايـــا
حبيبي مـــــا عرفت له مثيلاً فريد في الطباع وفي السجايا

ويأتي الديوان الثالث “نشيد الحبيب” الذي صدر في ابريل 1983 أمتداد المناخ التجارب العاطفية التي سيطرت على الديوان الثاني وإذا كان الشاعر قد حدد فترة كتابة الديوان السابق بصيف 1982 فإنه قد حدد فترة كتابة هذا الديوان بفترات الخريف والشتاء والربيع من عامي 1982، 1983 وأشار في وضوح الى الربط بين مناخي الديوانين.

والواقع إن ظاهرة المعجم الشعري في ديوان “نشيد الحبيب” تؤكد نفس الملاحظة التي رصدناها في الديوان السابق عليه، فعنوان الديوان وعنوان القصائد العشرين التي يضمها لا تخلو واحدة منها من كلمة الحبيب مثل “الحبيب الشرود” و”طباع الحبيب” و”أشباه الحبيب” و “رسول الحبيب” و”أقرباء الحبيب…الخ.

أما الديوان الرابع “خواطر وذكريات” والذي صدر في يوليو 1983 فهو الذي تكفل بتحقيق ما أنتظرناه من قبل وهو سد الفجوة بين البدايات الشعرية في منتصف الخمسينات ومرحلة نشر الدواوين في مطالع الثمانينات، وقد اشار الشاعر في مقدمته إلى إنطلاقة الشرارة الشعرية الأولى على لسانه وهو صبى في العاشرة من عمره 1956 عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر وكان وقتها تلميذا في مدرسة الدوحة الإبتدائية وينتقي الديوان قصائد من أزمنة وأمكنة مختلفة ومتعاقبة خلال هذه الفترة الفاصلة، فقصيدة “روح الحياة” كتبت في الدوجة 1962 وقصيدة “ثورة 23 يوليو” كتب في أبوظبي 1963 وقصيدة “ساعي البريد” كتبت في برايتون 1963 وقصيدة “عروس الكاظمي” كتبت في بغداد 1967 وقصيدة “عيد الجلوس” كتبت في ابوظبي 1967 وقبلها قصيدة “أم كلثوم” 1971 و”عيد الأضحى في بغداد” وقصيدة “القنص” كتبت في باكستان 1970 وقصيدة “من اثينا” كتب في اليونان 1973 وقصيدة “غريبة” كتبت في المغرب 1982 وهكذا طافت قصائد الديوان الخمسون كثيراً من بقاع المشرق والمغرب وتنوعت بين مشاعر الغربة والتجربة العاطفية والمشاعر الوطنية وتكون معجمها الشعري تبعاً لمناخاتها ومراحلها وتشهد إصدارات 1974 ميلاد ديوانين متعاقبين للشاعر لا يكاد يفصل بينهما إلا عدة إيام وإن كانا ينتميان إلى تيارين مختلفين في إنتاج الشاعر أما أولهما فقد وقعت مقدمته بتاريخ 16/6/1984 وهو ديوان أمير الحب وهو يسير في خط التجربة العاطفية التي أشرنا إليها في الديوانين السابقين مع فارق طفيف في أنتقاء المعجم الشعري حيث تتراجع نسبياً هيمنة مفردة الحب بلفظها الصريح على عتبات النص وفي عنوان الديوان وعنوان قصائده العشرين فهي تكتفي بالظهور في عنوان الديوان “أمير الحب” وهو مقتبس من عنوان قصيدة بداخله، ثم تظهر ثلاث مرات باللفظ الصريح في قصائد “هاتف الحبيب” و”الحبيب المنتظر” و”دعوة إلى الحب” لكنها تظل كذلك في بقية العناوين من خلال جمل مثل ثورة الشوق وإستراحة القلب والطيف اللطيف ويا من طلبت هواك.

أما الديوان الآخر الذي صدر 1984 ووقعت مقدمته بتاريخ 25/6/1984 فهوا يحمل عنوان “ليل طويل” وينتمي إلى شريحة القصيدة الملحمية أو الديوان القصيدة وهو إمتداد للتجربة التي قدمها ديوان “المسيرة” من قبل والشاعر يطلق على عمله في مقدمة الديوان اسم “الملحمة” ويعلن أنه كان قد سبق أن نظمها 1978 في رحلته من ابوظبي إلى طوكيو متأثراً بحدث سياسي كبير كان بمثابة انعطاف تاريخي في مسيرة النضال العربي.

والديوان بهذا التوضيح، ينتمي إلى شريحتين تنعطفان به خارج مسار تاريخ طباعته، الزمني والموضوعي، فهو من نتاج شعر السبعينات، او شعر الفترة الفاصلة بين كتابة القصائد وإصدار الدواوين من ناحية، وهومن ناحية أخرى، ينتمي إلى تيار الشواغل الوطنية، خارج دائرة الشواغل العاطفية التي ميزت الديوانين السابقين الصادرين في فترة الثمانينات، ثم هو من الناحية الفنية، كما أشرنا من قبل، ينتمي إلى شريحة الملحمة أو القصيدة الطويلة، ولا شك أن كل هذه الأبعاد، تترك بتأثيرها على تشكيل ملامح المعجم الشعري للديوان، ويكفي أن نلقي نظرة على أي مقطع ونتأمل المفردات الورادة فيه لندرك الفرق الواضح بين طبيعة المعجم الشعري في هذا الديوان والديوان الصادر قبله بأيام قليلة.

كل أطفال بلادي، ولدوا فوق الدمار

لم يذوقوا من يدينا أي طعم لأنتصار

صدقونا، عندما قلنا لهم نحن الكبار

إننا من أمة لا ترتضي يوماً بعار

إنما الأطفال ضجوا، سألونا عن ديار

من زمان حل فيه الليل وارتد النهار.

 

ويبقى من إصدارات فترة الثمانينيات ثلاثة دواوين هي “محطات على الطريق سنة 1985″، “الرسالة الأخيرة عام 1986″ و”ضياع اليقين” 1988 ، ويرصد الأول منها القصائد الشعرية التي كتبت بين عامي 1983، 1985 وكثير منها يدور في إطار الإجتماعيات وعلاقات الصداقة والأسرة وهذا النمط يقترب فيه المعجم الشعري أحياناً من لغة الحياة اليومية ويدخل في هذه الشريحة بعض المراسلات الشعرية بين الشاعر وأصدقائه من الشعراء، ويحتوي الديوان كذلك على بعض قصائد المناسبات الرسمية وبعض من قصائد الغزل والمداعبات العابرة التي لا تصل في كثافتها الى المناخ الذي رأيناه في ديواني “نشيد الحب وأمير الحب”.

ويمكن أن ينضم ديوان الرسالة الأخيرة الصادر عام 1986 إلى ديوان “محطات على طريق العمر” في تنوعه ودرجة كثافته ومعجمه الشعري وهما ينتميان معاً الى فترة زمنية وشواغل حيايتة ومستوى فني متقارب. أما “ضياع اليقين” الصادر 1988 فالشاعر يعود فيه إلى نغمة الهم الوطني وينعى على الأمة إنشقاقها وصراعاتها الداخلية التي تدفع أبناءها إلى الإستعانة بأعدائها ضد بعضهم البعض، وعلى حد تعبيره في مقدمة الديوان “إنني ألمس جرح أمتي وأحاول أن أصرخ مطالباً بإتحاد بكر وتغلب، وإقناع أمرىء القيس بعدم الإستنجاد بالروم على قومه حتى ولوكان ملكه هو الثمن وفي هذا الإطار تجد مفردات كثيرة في المعجم الشعري تتعلق بالعروبة والتضحية والفداء والتضامن والرفض مثل قوله:

صرخة الرفض لا تزال تدوي في ضمير العروبة المستكين
أنظري أمتي ففي القدس شعب عـــــــربي بحـــــــاجة للمعين
يصنع الـــيوم بالحجارة معنى لــــم يرد قبل في بيان رصين
كــــل طفل هناك يولــــــد حراً وأنـــــــــا فيك أمتي كالسجين

 

لقد شهد عقد التسعينات إصدار تسعة دواوين توزعت على سنواته العشر وعمقت الملامح الرئيسية  لإنتاج الدكتور مانع سعيد التي طرحتها حقبة الثمانينات.

وقد بدأت دواوين هذه الفترة بديوان “أغاني وأماني” الذي صدر في مطلع عام 1991 والذي يمكن أن يطلق عليه “ديوان الغربة والتجوال” فقصائده كتبت في مدائن متعددة والشاعر يحرص على أن يحدد لكل قصيدة مسقط رأسها فتقرأ في مطالع قصائد هذا الديوان أسماء مدن مثل الرباط وصلالة والبحرين والمغرب والمدينة المنورة وسيدي عامر وفاس وأغادير ومراكش وطوكيو والرباط والقاهرة التي يبثها كثيراً من هواه حين يتغنى بليلها وجمالها:

 

نام الخلي وعين قلبي ساهرة أنــي ينــــــام متيم في القاهرة
اللــــــــيل فيها أغنيات للهوي فــإذا غفت عينى فإذني ناظرة
لك يا عروس النيل جئت مغنياً والقلب صب سروره وسرائره
مـــــــا بيننا قربي ويجمعنا معا تـــــاريخ حب ذكريات عاطره
أو حين يودع أبنه وقد تركه للدراسة بالقاهرة
مقاملك يابني بــــأرض مصر يــــزيد محبتي لأحـــب قطر
تـــــركتك نــــاهلا للعلم منها لتصبح يا بني مثـــار فخري
لـــــمصر محبة عندي ولكن أفـاضت مدامعي لوداع مصر
وكـم ودعتها، كم غبت عنها بفــــرحة موعد بالعود يغري
لمــــــاذا اليوم أتركها فأبكي محمـــــد لا تسلني أنت تدري

 

وإذا كان الإغتراب هو سمة ديوان الأغاني والأماني فإن الرحيل الذي ينتمي إلى نفس العائلة المعجمية، قد حل عنواناً على غلاف الديوان التالي له “الرحيل” والذي صدر عام 1992 والرحيل هنا يتسع معناه، فلا يتوقف عند مفهوم الإنتقال من مكان لمكان ولكنه يتعدى إلى الأنتقال من حالة إلى حالة، ومن مناخ أخلاقي إلى آخر، كما أنه يتجاوز مفهوم الرحيل المكاني، الذي يكون فيه الراحل العاقل دائماً فاعلاً، أو تاركاً والمرتحل عنه متروكاً أو مفعولاً به فنجد أنفسنا هنا مع الرحيل الذي نقع فيه نحن مرتحلاًَ عنا وتصبح اللحظات والمواقف الإيجابية راحلة عنا وفي هذا الإطار يأتي مثل هذا المقطع الذي كتبه 1991 بعد غزو العراق للكويت:

عينــاي ما رأتا الدمار لمـــــــــــنزل أو مرقد
المـــنزل المنهار يبنى فيــــــك خير مشيــــــد
لكـــن رأت عيناي مـا لـــم يتضح في المشهد
رأتــا دمار النفس في جيـــــــل الغد المترصد
مــــاذا يقول له غـــدا استــــــاذه فـــي المعهد
عرب غزوا عرباً؟ أيا أم المعـــــــارك زغردي

أما الديوان التالي والذي يحمل عنوان “بشاير” والذي صدر بعد ثلاث سنوات من الرحيل 1995 فإن عنوانه الذي يكاد يوهم بإنقطاع سحابة التساؤل الملازمة للرحيل، ما يلبث التأمل في ما رواء العناون أن يردنا إلى حالة من الحزن النبيل العميق، إن بشاير التي وهبت للديوان عنوانه لم تكن في واقع الأمر إلا أبنة الشاعر الصغيرة الجميلة القريبة من نفسه وقد أختطفتها في لمح البصر يد الموت، وهي تلعب في حديقة منزلها بالزهور والعصافير، ثم تنزلق قدمها الصغيرة إلى حمام السباحة فتغوص إلى قاعه في لمح البصر قبل أن تستطيع الأيادي الحريصة أن تنقذها من قدرها الذي حانت لحظته، وتحمل قصيدة الرثاء التي تحمل إسمها في الديوان مذاق الحزن العميق والأسى المرير:

بشــــــــــاير كانت غزالي الصغير وهــــــذا الغزال كثير الوثوب
وفي جب حوض السباحة غاصت على غفــلة مــن عيون الرقيب
وضــــاعت بشــــــــاير في لحظة وما الموت غـير البعيد القريب
وداعــــــاً بشـــــــــاير يا مهــجتي فـــــأنت إلـــى دارنا لن تؤوبي
حمـــــــلتك آخـــــــر يـــوم وقلبي يــدق على الصــدر كالمستريب
وحــــين تورايت تـــحت التـــراب تذكرت ضيق الــــوجود الرحيب

 

الديوان الذي صدر بعنوان “لماذا” 1996 يشكل مرحلة جديدة تحمل مذاقاً خاصاً في إنتاج الشاعر الدكتور مانع سعيد، ومن المؤشرات التي طرحتها مقدمة الشاعر لديوانه نستطيع أن نتبين تخوم هذه المرحلة فقد حرص الشاعر على أن يحدد تاريخ هذا اليوم الذي صدر فيه الديون وهو 15 مايو 1996 وأضاف الى ذلك التحديد الإعتراف بتعمده صدور الديوان في هذا اليوم بالذات لأنه يوافق عيد ميلاد الشاعر نفسه، وإذا أستأنسنا بالمعلومات التي سربتها مقدمات الدواوين الأخرى مثل مقدمة ديوان “خواطر وذكريات” التي تحدث فيها عن أول محاولة له في كتابة الشعر وإرجاعها إلى التأثر بالعدوان الثلاثي على مصر 1956 وإشارته إلى انه كان تلميذا في مدرسة الدوحة الإبتدائية في العاشرة من عمره، أدركنا أنه ولد 1946 أي أنه عند صدور ديوان لماذا؟ 1996 كان يحتفل بعيد ميلاده الخمسين، وقد أحتفل على طريقته بإصدار ديوان يحمل مذاقاً جديداً يدور في أطار الحكمة والتأمل.

والواقع أن هذا الديوان لا يقسم وحداته إلى قصائد، كما كان الشأن في كل الدواوين السابقة، ولكنه يقسمها إلى فصول تبلغ إثنين وثلاثين فصلاً يحتل كل فصل منها حجم القصيدة العادية، وذلك ملمح معجمي ولكنه ذو دلالة  خاصة إذ تقترب فيه القصائد من فصول الحكم المشهورة في كتب الفلاسفة والحكماء وهناك ملمح معجمي ولكنه فني آخر تتحد فيه كل عناوين الفصول تحت كلمة “لماذا؟” التي تتكرر عنواناً لكل فصل أمتدادا لكونها عناواناً للديوان ذاته، وذلك الملمح يتشكل بالقياس إلى تقسيمات الدواوين السابقة خياراً ثالثاً حيث لاحظنا في الدواوين السابقة أحد خيارين أكثرهما شيوعاً، استقلال كل قصيدة بعنوان جديد قد يلتقي مع عنوان الديوان أو يفترق ومن ثم نجد في الديوان الواحد عشرين عنواناً مختلفاً أو أكثر والخيار الثاني يتمثل في خلو صفحات الديوان من العناوين أكتفاء بعنوان الغلاف وقد حدث ذلك في القصائد الملحمية التي كانت تشكل فيها القصيدة ديواناً كاملاً مثل ديوان المسيرة وليل طويل ونحن هنا إذن أمام الخيار الثالث الذي يتعدد فيه ورود العنوان على صفحات الديوان ولكنه تتحد صيغته  كما في ديوان “لماذا؟”.

ولم تكن هذه الطريقة المبتكرة في عناوين دواوين الشاعر، بيضة الديك في الإنتاج الشعري عنده، بل كانت بداية لسلسلة دواوين جاءت على هذا النحو:-

مثل ديوان “لأن” الصادر عام 1988 وديوان “حني” الصادر 2006 وديوان “لايجوز” 2001 وديوان “لو” عام 2008.

وهكذ فتح ديوان “لماذا” مرحلة تأملية تنطلق من الذات لكنها تحاول أن تطرح من التساؤلات ما يمكن أن تطرحه اي ذات، وهذا المنحى في التفكير والتعبير والأسئلة الحائرة، يبدو وكأنه يحاول أن يسير على نفس الطريق الذي سار فيه شعراء الرباعيات المشهورة مثل عمر الخيام وصلاح جاهين أو شعراء التأملات والتساؤلات الحائرة من أمثال إيليا أبو ماضي، وشعراء المهجر ويكفي أن نطالع إفتتاحيات بعض القصائد أو الفصول ليتولد لدينا هذا الإحساس:

لمــــــاذا أصر على أن أداري ضـــــــــياع هواي واقفار داري
لمـــاذا مع الليل ألقي سلامي وأصمت رغــــــــم جمال الكلام
لمــــــــاذا يطل علي الصباح حــــــزين الشعاع كسير الجناح
لمــــــاذا تغير مجرى حياتي ومــــــــا عدت أطرب للذكريات
لمــــاذا أراجع تاريخ جرحي وأشـرح ما ليس يحتاج شرحي
لمــــــــاذا أسلم للبحر أمري وأمنح للريح أيـــــــــــام عمري

وهكذا تتوالى فصول الديوان موحدة في عناوينها، وصنع تساؤلاتها، ولابد أن أضيف أيضاَ أنها موحدة في بحرها الشعري وكأن الديوان كله يتشكل في قصيدة واحدة.

ويكاد يشكل ديوان “لأن” الذي صدر 1998 الصورة المقابلة لديوان لماذا الذي سبقه بعامين، وهو يحمل نفس الخصائص الفنية التي أشرنا إليها في الديوان السابق من وحدة العنوان بين غلاف الديوان ووحداته الداخلية، وإطلاق إسم الفصول على هذه الوحدات عوضاَ عن القصائد في الدواوين الأخرى، بل وعلى تساوي العدد هنا وهنا، حيث نجد أثنين وثلاثين فصلاً في كل ديوان، لكن هذا الإتفاق مضافاً إليه طبيعة الصيغة “لأن” التي قد تصلح في الخطاب النثري بداية للإجابة على السؤال المثار “لماذا؟” هذا التوافق لا يعني أن ديوان الإجابات هو رد على ديوان التساؤلات المثارة ولكنه قد يكون في أفضل حالات الإتصال بينهما صدى للتساؤلات المثارة، ومحاولة لإثارة تساؤلات أخرى حولها، ولابد ان نعترف بأن جودة المناخ الشعري ربما تكمن في حيرة وقلق الأسئلة المثارة أكثر مما تكمن في طمأنينة ويقين الإجابات الواثقة.

في إطار هذا المنحنى الفني ذاته صدر ديوان “لايجوز” عام 2001 وتتنوع وحداته الداخلية بالطريقة ذاتها، فتصل إلى خمسين فصلاً، وتتضمن هذه الفصول جميعاً عبارة موحدة وهي “هل يجوز؟” ويختتم كل فصل بعبارة موجزة تحاول أن تجيب على السؤال المثار في أول فصل، فتكون أحياناً “يجوز” وأحياناً “لايجوز” ولعل هذه الطريقة في طرح التساؤلات في مطالع الفصول وطرح الإجابات المقترحة حولها في خواتيمها تكون أكثر ملائمة للفصول النثرية منها للفصول الشعرية، بل إن عدول الشاعر عن الصيغة الإستفهامية “هل يجوز” التي تتصدر الفصول إلى الصيغة الإخبارية “لايجوز” التي أختارها عنواناً لديوانه قلل إلى حد ما من مناخ إثارة الفضول المتصل عادة بالحالة الشعرية وبالصيغة الاستفهامية في وقت واحد، ونقلها إلى مناخ اليقين والنفي الصريح المرتبط غالباً بالحالة النثرية.

ومع هذه الملاحظات يبقى جوهر التساؤلات مثيراً ومشيراً إلى حالات قلق عارمة تجتاح الذات الخاصة والعامة، وتتخذ في معظم الحالات من لغة الحب وشكوى المحبين رموزاً تعبيرية لها ولكنها تمتلك من الشفافية المعجمية قدراً كافياً يسمح لها بإختراق الحواجز المرسومة المحددة والنفاذ من ورائها إلى جوهر الأشياء بما يسمح بطرح التساؤلات نفسها على كثير من جوانب الحياة العامة دون التوقف عند جدران الحياة الخاصة:

هل يجوز الخوض في البحر الخضم وهـــــو كالبركان يرمي بالـــــحمم
أنـــــــــت لا تمــــــلك إلا زورقـــــــا ورقــــــــيا وشــــــراعا مــــــن ألم
كــــــيف تمضي فــــــوق موج هادر فـــــــــي خضم ماؤه الــــــمالح دم
هــــل يجـــــوز البوح بالسر إنتقاما من حـبيب بحمى غـــــيري تحامى
لـــم يصن عــــــهد الهوى لما هوى وعــــن النــــــار التي أذكى تعامى
هــــــل يجوز الطعن في الظهر بغدر حينـــــــــما أشرع للطاعن صدري
أي عـــــــــذر يـــــــــا حبيبي تدعي بعد هذا الغدر … قل لي : أي عذر

 

أما ديوان “حتى” الذي صدر عام 2006، منتمياً إلى نفس المنحى الفني الذي بدأه الشاعر مع ديوان لماذا، وهو يحتفل بعيد ميلاده الخمسين، فقد وصلت فصوله إلى واحد وسبعين فصلاً يفتح كل فصل منها بكلمة “حتى” مضافاً إليها رقم الفصل ، ويفتح كل فصل منها بكلمة “حتى”والواقع أن كلمة “حتى” مفردة مجيرة في اللغة العربية، وقد قال أحد كبار علماء اللغة العربية أنه يموت وفي نفسه شىء من “حتى” وظلت الكلمة عن المعاصرين مبعث حيرة وهيبة، يستوي في ذلك عشاق اللغة والذين يحملون عليها، وجزء من أسباب الحيرة والهيبة يعود إلى إحتمالات تعدد المعنى، تبعاً لإختلاف السياق، فليس معنى “حتى” في قوله تعالى “حتى مطلع الفجر” هو نفس معناها في قوله “حتى تفىء إلى أمر الله” أو في قوله “وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة” ولا في العبارة الشائعة “حتى أنت يا بروتس” وربما كانت إحتمالات التعدد في ذاتها، موضوع ثراء شعري، يمكن أن يلج منه الشاعر إلى كثير من العوالم إنطلاقاً من مفردة واحدة

والواقع أن معظم إستخدامات حتى هنا تدور في إطار معنى “لكي”:

حتى أعود أميراً وابــــــدأ التغييرا
أود نسيان حـب خسرت فيه كثيرا

 

والبنية على هذا النحو تبدو أشبه ببنية الرباعية التي تطرح فيها الغايات قبل المذاهب التي تؤدي اليها، وكأنها صدى لأمنية أبي العلاء القديمة:

ألا من يريني غايتي قبل مذهبي ومن أين والغايات بعد المذهب

وهذه البنية تنجح في الوصول الى غايتها الفنية، عندما تكون الخاتمة سريعة ورشيقة وحاسمة:

 

حتى تظلي سعـــــيدة لا تقرأي لــــي قصيدة
شعري حكايات حزن قـــــــــــــديمة وجديدة
حتى أرق وأنســـــــا عودي كما كنت خرسا
لا تشرحي لي لــماذا رجعت فالشــرح أقسى

لكن النهاية إذا كانت متراخية أو غير حاسمة، قل الإحساس بالتماسك والإحكام بين الصوت والصدى أو الجواب والقرار في مثل:

حتى نعود إبتسامة واسترد الــــوسامة
لابــد لي من رحيل من قبل يوم القيامة

فالمدى المتراخي ليوم القيامة، وتخير بعد اللحظة المناط بها جواب حتى تجعل أوتار العود غير مشدودة بالقدر الكافي لإرسال نغمة مؤثرة.

تختتم هذه السلسلة من دواوين العنوان الواحد بديوان “لو” الذي صدر سنة 2008، وهو ديوان يصدق عليه تماماً فكرة “ديوان العنوان الواحد” بعد ان تطور شكله حتى بالقياس إلى الداواوين الأخرى التي تنتمي إلى نفس السلسلة، فقد خلا الديوان من كل العناوين فيما عدا عنوان الغلاف وحده، ولم تتخلل صفحاته أية عنواين داخلية، كما خلا الديوان من فهرس الخاتمة الذي كان يشير إلى الوحدات، بأسماء الفصول في هذا النمط من الدواوين، وبأسماء القصائد في غيرها وأكتفى التقسيم الداخلي بأرقام الصفحات التي بلغت مائة وأربعين صفحة مع حرص الشاعر الواضح على اعتبار كل صفحة منها – لوحة جديدة –  من خلال إفتتاحها بحرف “لو” ومن خلال تكون كل صفحة من اربعة أبيات، والديوان بهذه الصورة يصدق عليه تماماً وصف الرباعيات التي تأخذ درجة في سلم اللزوميات من خلال تقيد كل رباعية بالبدء بحرف “لو” على إمتداد مائة وأربعين رباعية.

والرباعيات من هذه الناحية تطرح شرائح من مواقف، بعضها شخصي وبعضها إجتماعي وبعضها كوني، في وحدات تسعى إلى التماسك، وتجانس الشعور بالجزئيات المطروحة، وحتمية الخاتمة التي ترد على المفتح:

لــــوكان لي باب يسـد فـي وجه حقد أوحسد
لأرتــــــــاح في خافـق مـازال في هذا الجسد
لكــــــن بابي  مشــرع ومــــا أمام الباب سد
فـــمرحباً بثعــــــــلـب أتى يـــزور أو أســـد
لو كنت مثلى عاشقـة لجئت بابي طـــــارقة
لكن نصف الحب مـــا أعطاك خطو الــواثقة
ماسرت نحوي خطوة أو سرت لي مفــارقة
نصف الهوى أكذوبـة وأنت لست صــــادقة

إن فن الرباعيات، يتطلب دائماً قوة الإحكام بين جزئياته، وأبعاد أي طيف خفيف للتعارض، كذلك الطيف الذي يبدو بين الرباعية الأولى والرابعة عشرة في أمكان واستحالة أنهمار الدمع من عينى العاشق، أو ذلك الفارق في الخاتمة والهول بين مفارقة الليل للقمر أو الشجر للتمر، أو الدمع من العين إذا إنهمر.

إن دواوين أخرى كثيرة تخلل صدورها إمتداد هذه السلسلة الجيدة، من الدواوين ذات العنوان الواحد، مثل ديوان “نبع الطيب” سنة 1997، وخماسيات “إلى سيدة المحبة” سنة1997، وديوان “أم البنات” 1999، وديوان “الشروق” والذي أختتم حقبة التسعينات، في إنتاج الدكتور مانع سعيد العتيبة، لبتدأ بعدة حقبة أخرى لا تقل ثراء وتنوعاً خلال العقد الأول من القرن الحالي، فقد صدر له في سنة 2000 وحدها ستة دواوين هي: “مجد الخضوع” و”صدى الأمواج” و”سعاد” و”عصماء” و”قصائد بترولية” و”إلى أين”.

كما صدر له ديوان موشحات سنة 2001 وفي نفس العام صدر ديوان “نجوم النهار” وصدر ديوان “للروح أجنحة” سنة 2002، وديوان “مشاعر” سنة 2003 وديوان رباعيات الصمت سنة 2003، وديوان معلقات على جدار الزمن سنة 2005، وديوان إلى قارئة جديدة، “ثلاثيات” سنة 2006، وديوان “هند” سنة 2009.

ولغة هذه الدواوين تصب جميعاً في القنوات الشعرية التي أشرنا إلى ملامحها الرئيسية في هذا البحث الموجز الذي أكتفى برسم الملامح العامة للغة الشعرية لشاعر من أكبر شعراء عصرنا غزارة وتنوعاً في الإنتاج وهو مانع سعيد العتيبة.

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*